نبذة عن الكتاب:
فإن الفقه في الدين حبل التعبد المتين، وذريعة الصديقية التي توسل بها الصالحون إلى رب العالمين، فعن علقمة أنه كان يقول لأصحابه : امشوا بنا نزداد إيمانًا»، يعني : تفقها.
وبالفقه في دين الله يترقى السالكون المدارج لأعلى منازل الدين، فعن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال : أقرب الناس من درجة النبوة؛ أهل العلم وأهل الجهاد، فأما أهل العلم، فدلّوا الناس على ما جاءت به الرسل، وأما أهل الجهاد فجاهدوا ما جاءت به الرسل، ومن لطيف ما نقل في هذا عن فقيهي الأمة أبي حنيفة والشافعي قالا: «إن لم يكن أولياء الله في الدنيا والآخرة الفقهاء والعلماء، فليس الله ولي».
وفي الفقه في الدين جاءت الممادح بالفضل والخيرية كما ثبت في الصحيحين عن معاوية : من يرد الله به خيرا يفقه في الدين .
وبالفقه يبلغ المؤمن علو المنزلة، فقد كان عبد الله بن مسعود يقول : المتقون سادة، والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة، وعن سفيان بن عيينة قال : «أرفع الناس عند الله منزلة من كان بين الله وبين عباده، وهم الأنبياء والعلماء».
وهو كما قال أبو الدرداء : (وما نحن لولا كلمات الفقهاء.)
ثم إن من أراد بحبوحة الفقه حقا ؛ فليلزم سبيل الصحابة رضى الله عنهم الفقهي، وليقتف منهجهم الاستدلالي، وليسلك سبيلهم الاستنباطي، وليحذر مجانبته. قوم شهدوا التنزيل غضّا ، ولقنوه طريًّا، فصار فهمهم للنصوص أوفى الفهوم، ونظرهم فيها أدق نظر.
وعن عبد الله بن مسعود قال: (لن يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم، فإذا أتاهم من أصاغرهم فقد هلكوا)، وعلق أبو عبيد فقال: (والذي أرى أنا في الأصاغر أن يؤخذ العلم عمن كان بعد أصحاب النبي ﷺ ويقدم ذلك على رأي الصحابة وعلمهم، فهذا هو أخذ العلم من الأصاغر).
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.